احتفالية البطل الذي لم يظهر!!

[ميدو الشورة]

بقلم: جمال الزهيري

وأنا أتابع النهايات السعيدة لمسابقات الدوري في عدد من الدول الأوروبية التي يزف فيها البطل لعروسه أو النادي للدرع الذي تعشقه جماهيره في نهاية المسابقة، لم امنع نفسي من الشعور ببعض المرارة على "دورينا" الذي لم يكتمل.

ودورينا الذي أقصده هو الدوري المصري الذي تم إلغاؤه قسرا بعد المذبحة البشعة التي وقعت فصولها المأساوية على أرض ستاد المدينة الباسلة بورسعيد بإخراج وتمثيل وتنفيذ من جماهير مجهولة أو مندسة بين جماهير المدينة وقد يكون من بينها بعض ضعاف النفوس من جماهير بورسعيد بالتأكيد، ولكنهم لا يعبرون عن عموم جماهير بورسعيد.

ولاشك أن تلك الحادثة البشعة جعلت الكل في مصر لا يتردد للحظة في تقبل القرار الصعب وهو إلغاء الدوري رغم أن الدوري الأصعب الذي أقيم في عام الثورة أو الذي تخللته ثورة 25 يناير اكتمل بنجاح في ظروف أكثر صعوبة حقيقة من الظروف التي أقيم فيها الدوري الملغى.

وحتى لا نتوه في تفاصيل ليست هي موضوعنا الآن أعود إلى بيت القصيد وأقصد بذلك النتيجة المترتبة على هذا الحادث وذلك الإلغاء.

فرغم الحب الجارف من جماهير مصر لكرة القدم ولنادييها الجماهيريين الأهلي والزمالك اللذين تمتد شعبيتهما لكل البلدان العربية الشقيقة إلا أن الكل ارتضى تماما هذا الإلغاء وفى المقدمة الأهلي المتضرر الرئيسي في القضية من خلال تعرض أكثر من سبعين شابا وفتى أبرياء من مشجعيه المعروفين بـ"الالتراس" لم يقترفوا أي ذنب ولم يتوقعوا أن تكون تلك هي النهاية لرحلة لتشجيع فريقهم الذي يعشقونه.

ولكن رغم الحزن الدفين في النفوس تعلقت الجماهير بقشة كما يقول المثل، فارتضوا نصب الحداد على ضحاياهم في الداخل على أن يقبلوا مواصلة أنديتهم للنشاط خارجيا من خلال بطولتي القارة الإفريقية السمراء كبطولة أبطال الدوري وكأس الكونفدرالية الإفريقية.

وهو ما اغضب فئات ليست صغيرة من الرياضيين والكرويين المتضررين من إلغاء النشاط الكروي والرياضي في الأندية الأخرى بالدوري والذين لا عمل لهم إلا كرة القدم إضافة لأضعافهم من اللاعبين في أندية دوري القسم الثاني والأدنى منه والذين يعتمدون في معيشتهم على الكرة رغم تواضع ما يحصلون عليه من مقابل مادي مقارنة بنجوم الصف الأول.

وبشكل مواز وجه المصريون حبهم وعشقهم للرياضة وخاصة كرة القدم ولجؤوا للتنفيس عنه من خلال الدوريات العالمية الكبرى الشهيرة التي أشرت إليها، فتابعوا بإقبال غير مسبوق المباريات المثيرة في دوري الأبطال الأوروبي وكيف خرج البطلان الجماهيريان برشلونة ثم ريال مدريد وتأهل تشيلسي وبايرن ميونيخ للنهائي.

وتابعوا هذه الأيام تتويج ريال مدريد بطلا للدوري الاسباني ويوفنتوس بطلا للدوري الإيطالي و المنافسة الشرسة على الدوري الإنكليزي الذي يقترب من الحسم بين المتنافسين مانشستر سيتى ومانشستر يونايتد.

الجماهير المصرية العاشقة للكرة تابعت المنافسات الساخنة لكي ينسوا الدوري الملغى بسبب أحداث بورسعيد، وما يحيط بمصر كلها من أحداث سياسية ساخنة وغامضة تعيشها مصر كلها منذ اندلاع الثورة المصرية، ليعوضوا به ما لم يعيشوه من احتفاليات صاخبة معتادة لبطل الدوري المصري الذي لم يظهر ولم يتوج هذا الموسم!!

[محمد الزمالكاوي]

الف شكر لك اخى الغالى