خالد بيومي يكتب : رايحين على فين ؟!

[ميدو الشورة]

منذ أكثر من سنتين وأنا أكتب وأتحدث من خلال القنوات الفضائية عن التخبط فى القرارات والعقوبات المغلظة فى الملاعب المصرية.. منذ سنتين وأنا أتحدث أن مصر بعيدة تماما عن اللوائح والقوانين الخاصة بالمسابقة المصرية والتى نطلق عليها «الدورى» ومنها يتأهل المشارك فى دورى أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد، ومنها يخرج لاعبو المنتخبات المصرية بأعمارهم السِّنية.

تحدثت كثيرا عن العلاقة بين الروابط الكروية الحقيقية، الألتراس بمختلف ميوله فى كل المحافظات وهم الجماهير الحقيقية للملاعب المصرية التى تعطى روحا فعالة لمباراة كرة القدم ومدى تأثيرهم على قوة البطولة أو المسابقة من خلال حماسهم وقوتهم وتنظيمهم التشجيعى فى الدخلات أو المؤازرة للنادى الذى ينتمون إليه، ومع ذلك استمرت العلاقة فاترة بين الألتراس وكل مجالس إدارات الأندية، هناك حاجز كبير بينهم وبين المسؤولين، مع أن الأوروبيين بملاعبهم وأموالهم وقوانينهم وانضباطهم والمراهنات لديهم مسؤولون عن الربط بين كل الروابط الممثلة للأندية، ولذلك عندما تجد خطأ هناك من هو مسؤول عنه وهناك من هو لديه قنوات اتصال ويعلم كل كبيرة وصغيرة عنهم ويستطيع فتح قنوات من الاتصال عندما يحدث الخطأ وفى زمن قياسى حتى لا يتفاقم..

هذا ما يحدث فى دول لديها دورى أوروبى محترف أما عندنا فى المحروسة يبقى الوضع على ما هو عليه إن لم يكن من الصعب حاليا السيطرة عليه، والمخطئون كثيرون بداية من المسؤولين فى الدولة السابقة عن الرياضة، إلى الداخلية، إلى الشباب، إلى عدم معالجة كل ما يحدث سابقا، وللأسف يستمر الخطأ بنفس الأسلوب من عدم احترام عقلية مجموعة من الشباب، ودليلى على ذلك بسيط جدا وتحديدا بعد كارثة بورسعيد كان من المفروض المعالجة الفعلية من الوزارة السابقة، لكن المصيبة الكبرى أنهم اعتبروه حادثا وانتهى والأيام ستُنسِى هؤلاء الأسر أولادهم والعمل فقط على التصريحات الرنانة من الوزارة، ولم ندخل فى صلب وقلب الخطر الذى يداهم ملاعبنا.

الأحداث تتوالى والدولة عاجزة عن فعل شىء لأن الخطر أصبح حقيقيا، هناك مجموعة من الشباب لديها هدف واحد وهو حق شهداء الملعب بعد أن نسينا أو تناسينا حق شهداء الثورة ولهذا رأينا فى الآونة الأخيرة بعض الاقتحامات آخرها بالطبع مبنى الاتحاد المصرى للمجاملات والمحسوبية، ويأتى بعدها اقتحام رمز من رموز الأندية العربية والإفريقية النادى الأهلى، وممّن؟ من أبنائه الذين يعشقونه فى كل زمان ومكان، وتأتى بعدها البيانات بعدم اقتناعهم بعودة النشاط ومن خلالها رأينا تأمين مباراة السوبر وكأننا فى كابوس حقيقى أو معركة حربية، والحمد لله تمت المباراة من دون جمهور تحت حراسة مشددة ليأتى الخطر الأكبر من خلال مكالمة تلىفونية من أحد اللاعبين وهم عائدون من مدينة الزقازيق أول من أمس بعد افتتاح أحد المحلات وهو فى حالة حزن ومعه مجموعة من اللاعبين ومدى الخطورة التى داهمت هؤلاء اللاعبين، وممّن؟ من جماهيرهم العظيمة التى رفعتهم إلى عنان السماء فى أوقات كثيرة وجعلتهم سوبر ستار، وهذا دليل واضح على مدى تقصير كل المسؤولين فى النادى الأهلى والدولة المصرية التى تعمل فى وادٍ والألتراس فى وادٍ آخر، هذا وضح جليا فى الآونة الأخيرة.

لاعبو الأهلى يتعرضون للضرب وهم يتباهون بجماهيرهم العظيمة والحماية والحصانة التى كانت لديهم فى أى مكان فى العالم، والآن الوضع أصبح خطرا وخطرا حقيقيا.. يااااارب حد يسمعنى، عاوزين نعمل لجنة مشكَّلة من أناس يثق بهم هؤلاء الشباب حتى نفتح قناة اتصال سريعا جدا.. لا بد أن نعلم جميعا أن لاعبى الأهلى تعرضوا للضرب والاعتداء من بعض جماهير الأهلى لاعتراضهم على ما يحدث وما حدث، واحنا لسه عمالين نتكلم فى الهواء الطلق ومش عارفين إحنا رايحين على فين