عدم مُجازاة النفس عن غيرها يوم القيامة

[ميدو الشورة]

يُذّكر الله تعالى عباده بيوم القيامة في آيات من القرآن الكريم، ليجعلوا بينهم وبين عقاب الله وقاية بالأعمال الصالحة لأن لاتقبل شفاعة أحد لأحد فى هذا اليوم ولا يوجد من ينجيهم من عذاب الله تعالى.

قال تعالى:- "وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ" سورة البقرة: آية48: مدنية.

معنى الآية: "وَاتَّقُواْ يَوْماً" هنا يذكرهم الله تعالى بهذا اليوم وهو يوم القيامة الذي لا ينفع الإنسان فيه إلا عمله ويطلب الحق سبحانه وتعالى منهم أن يجعلوا بينهم وبين صفات الجلال لله تعالى في ذلك اليوم وقاية.

وقوله تعالى" لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً" كم نفسا هنا.. إنهما اثنتان نفس عن نفس فهناك نفس أولى ونفس ثانية فما هي النفس الأولى.. النفس الأولى هي الجازية والنفس الثانية هي المجزي عنها.

ومادام هناك نفسان فقوله تعالى "لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ" فالمعنى أنه سيأتي إنسان صالح في يوم القيامة ويقول يا رب أنا سأجزي عن فلان أو أقضي حق فلان فالنفس الأولى أي النفس الجازية تحاول أن تتحمل عن النفس المجزي عنها ،ولابد أن يكون هذا الإنسان المشفع من الصالحين حتى تقبل شفاعته عند الله تعالى فيحاول أن يشفع لمن أسرف على نفسه فلا تقبل شفاعته ولا يؤخذ منه عدل ولا يسمح لها بأي مساومة أخرى ،إذن لا يتكلم عن العدل في الجزاء إلا إذا فشلت الشفاعة.

وهنا الضمير يعود إلى النفس الجازية أي التي تتقدم للشفاعة عند الله فيقول الحق سبحانه وتعالى" لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ" أى فلا يقبل منها أي مساومة أخرى ويقول سبحانه" وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ" وهذا ترتيب طبيعي للأحداث.

وقوله تعالى" وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ" أي أن الله سبحانه وتعالى إذا أقضى عليهم العذاب لا يستطيع أحد نصرهم أو وقف عذابهم ولا يمكن أن يحدث هذا لأن الأمر كله لله.

ما يستفاد من هذه الآية الكريمة أن لا ينفع الإنسان يوم القيامة شىء سوى عمله الذى قدمه فى دنياه فلاتقبل شفاعة أحد لأحد ولا يُقبل من العمل إلا إذا كان خالصاً لوجهه تعالى.