|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منزلة الدعاء في الإسلام
منزلة الدعاء في الإسلام للدعاء منزلة كبيرة في الإسلام؛ بل إن الإسلام جعل الدعاء عبادة يتعبد بها الإنسان لربه عز وجل ؛ قال تعالي :{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر:60)؛ فالله عز وجل لم يقل: إن الذين يستكبرون عن دعائي؛ وإنما قال: { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي}؛ وهذا يدل على أن الدعاء هو العبادة؛ ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:”الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ”؛ ثُمَّ قَرَأَ:{ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }(أحمد وابن ماجة والترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)؛ فالدعاء عبادة وقربة إلى الله ينبغي للعبد أن ينشغل بها في خلواته وجلواته. أيها المسلمون: كثيرٌ من الناس يظن أن الدعاء أمر مقصور على النوازل والنوائب ومصائب الدهر؛ وهذا فهمٌ خاطئ وقاصرٌ ؛ وقد ذم الله قوما كان من عادتهم الدعاء والتذلل عند الشدائد والكرب؛ فإذا زالت عنهم أشركوا بالله؛ قال تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ؛ لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (العنكبوت: 65 ؛ 66)؛ وشواهد ذلك كثيرة في القرآن. وكثير منا أيضاً يخطئ حينما يستبطئ الإجابة؛ وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:” لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ” قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ:” يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ” ( مسلم) ؛ وليعلم هذا المسكين الذي استبطأ الإجابة فترك الدعاء أنه خسر ثوابا وأجرا عظيما عند الله؛ لأن الله توعده بالإجابة عاجلا أو آجلا ؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” ما مِن مسلِمٍ يدعو اللَّهَ عزَّ وجلَّ بدَعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ، ولا قَطيعةُ رحِمٍ ، إلَّا أعطاهُ اللَّهُ بِها إحدى ثلاثِ خصالٍ : إمَّا أن يعجِّلَ لَهُ دعوتَهُ ، وإمَّا أن يدَّخرَها له في الآخرةِ ، وإمَّا أن يصرفَ عنهُ منَ السُّوءِ مثلَها . قالوا : إذًا نُكْثِرُ ، قالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ” [ صحيح الترغيب والترهيب – الألباني ]؛ فانظر إلى الصحابة قالوا : إذاً نكثر ؛ لأن الإجابة مضمونة في إحدى هذه الثلاث طالما التزمت بشروط الدعاء وآدابه؛ فإما أن يعجل الله لك الدعوة؛ أو يصرف عنك مصيبة أو نازلة كانت ستنزل بك رفعها الدعاء؛ أو يدخرها لك في الآخرة؛ يقول: عبدي دعوتني في يوم كذا في ساعة كذا بدعوة كذا فاذهب إلى قصر كذا في الجنة؛ وقتها يقول العبد: يارب ليتك لم تستجب لي ولا دعوة في الدنيا!!! إن الله سبحانه وتعالى يحب سؤال العبد إياه والتذلل إليه والوقوف بين يديه؛ والله يغضب على العبد إذا ترك السؤال والدعاء؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ” ( الترمذي)؛ وهذا على عكس الإنسان؛ فالإنسان يغضب عند السؤال كما قال الشاعر: لا تَسْأَلَنَّ بَنِي آَدَمَ حَاجَةً ****وَسَلِ الَّذِي أَبْوَابُهُ لا تُحْجَبُ اللَّهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ***** وَبُنَيَّ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ . ومن فضل الله عز وجل في أمر الدعاء؛ أنك لو دعوت لأخيك في الله بظهر الغيب فإن الله يستجيب لك ويعطيك مثلها؛ فعن أُمَّ الدَّرْدَاءِ َقَالَتْ؛ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ؛ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ »( مسلم )؛ وهذا بلا شك يزيد في المحبة والإخلاص والتواد والتراحم بين أفراد المجتمع. عباد الله: إن شهر رمضان المبارك شهر الصيام فرصةٌ عظيمةٌ لقبول الدعاء؛ ولا سيما عند الإفطار؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ؛ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ؛ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ؛ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ”( الترمذي وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ) وعن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة”. فكان عبد الله بن عمرو إذ أفطر دعا أهله، وولده ودعا ؛ امتثالا لهذه الآية الكريمة: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة: 186) ؛ قال ابن كثير: “وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العِدّة، بل وعندَ كلّ فطر”( تفسير بن كثير ) فإذا كنا نهتم بموائد رمضان ونضع عليها أشهى المأكولات والمشروبات والحلويات ونهايتها إلى الفضلات؛ فحريٌ بنا أن نشغل رمضان بالدعوات والتلاوات والصلوات؛ فهذا ما سنجده يوم القيامة عند رب الأرض والسماوات!!
|
24/6/2015, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: منزلة الدعاء في الإسلام
الف شكر لك
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~