مصطلح الحبكة القصصية و أقسامها من حيث الشكل و البناء

[mohamed_t]

إن القصة مكونة من حوادث ،وترتيب هذه الحوادث ترتيبا معينا بتقديم بعضها على بعض ،والوقوف عند كل حدث منها ،والمرور السريع على حدث آخر ، كل ذلك هو ما يدخل تحت اسم مصطلح الحبكة القصصية.

أقسام الحبكة من حيث تماسكها أو عدمه:
١_الحبكة المتماسكة :وهي التي تتصل أحداثها اتصالا وثيقا ،بحيث يكون كل حدث نتيجة للحدث السابق، واكثر ما تكون الحبكة المتماسكة في قصص البطولة الفردية ،إذ أن مرافقة شخصية واحدة تهيئ الفرصة لتماسك فصول القصة أو الرواية تماسكا كبيرا .
وأكثر ما تكون الحبكة المتماسكة في القصص البوليسية ،حيث تتتابع فيها الأحداث بدءا من الحدث الرئيس وهو الجريمة مثلا أيا كان نوعها ،حتى الانتهاء بالعثور على الجاني ،وحل لغز الجريمة .
ومن عيوب الحبكة المتماسكة أنها قد تجعل الكاتب يفتعل أو يتكلف بعض الأحداث ليربط بين أجزاء العمل ،فتقل عناصر الإثارة ،وتصبح الحبكة عملا آليا يدفع إلى الملل والنفور .

٢_الحبكة المفككة : ويكون فيها جملة أحداث تتصل بعدد من الشخصيات ،لكنها ترتبط فيما بينها برابط معين كعنصر المكان ،أو الشخصية الرئيسة في القصة .
وليس وصف هذه الحبكة بالمفككة ذما لها أو انتقاصا من قيمتها الفنية ،بل هذا الوصف في مقابل وصف الحبكة السابقة بأنها متماسكة .
ومن عيوب الحبكة المفككة أنها تسبب التشتت ،وعدم القدرة على الربط بين الأحداث.

أقسام الحبكة من حيث الشكل والبناء :

تنقسم الحبكة من حيث الشكل والبناء إلى ثلاثة أقسام :
١_الحبكة المتوازية:
وهي أكثر الأنواع شيوعا في الفن القصصي ، وهي الشبيهة بالبناء الهرمي ،بمعنى أن تكون بداية القصة ثم تتصاعد الأحداث بعد ذلك حتى تصل إلى العقدة ،ثم يكون الحل ،ثم النهاية .

٢_الحبكة على شكل حلقات:
وتكون هذه الحبكة على طريق عدد من المشكلات ،التي تعترض الشخصية الرئيسة ، ويتغلب عليها واحدة بعد أخرى، كلما اجتاز مشكلة كانت أمامه أخرى،حتى نهاية القصة .
وتكون هذه الحبكة مناسبة للحلقات التلفزيونية ،أو الإذاعية ،حيث تتميز كل حلقة بتساويها مع الحلقات الأخرى.

٣_البدء من نهاية القصة:
قد يكون بناء الحبكة قائما على البدء من نهاية القصة ،ثم الرجوع إلى الخلف حيث تتكشف الأحداث عن الوقائع الأخرى ،والشخصيات المرتبطة بها ،وقد ابتدأ هذا النوع من الحبكة في السينما ثم انتقل إلى الرواية.

عناصر الحبكة:
تقوم الحبكة على عدد من العناصر من أهمها:
١_البداية :
وهي مرحلة المواجهة الأولى مع القارئ ،فلا بد أن تتضمن ما يشجعه على قراءة القصة .

٢_الصراع (التدافع):
وهو الذي يولد حركة الأحداث في القصة ،والمقصود به ما يناسب بناء الأحداث القصصية ،فقد يكون الصراع داخليا في نفس إحدى الشخصيات ،كما يكون سبب الخلاف حول شيء مادي تتسابق الشخصيات فيما بينها للظفر به ،مما يثير مشاعر متعددة :كالطموح ،أو الخوف ،أو البطولة والتضحية ،وربما الجريمة .

٣_العقدة:
وهي المشكلة الرئيسة ،وتنشأ بفعل الأحداث الصاعدة ،حيث تتأزم الأمور ،ويتحول موقف البطل إلى حالة من الضعف أو الخوف.

٤_الحل :
وهو الحدث الذي يكون سببا في حل العقدة جزئيا ،أو كليا ،ولا بد أن يكون الحل متناسبا مع سياق القصة .
ويلجأ بعض الكتاب إلى أنماط من الحلول البسيطة مثل:
١_أن يجعل الشخصية الرئيسة تستيقظ من النوم ويكون كل ما رآه من مشكلات حلما من الأحلام.
ب_أن ينهي بعض شخصياته القصصية بالموت ،ليسهل عليه تقديم الحل المناسب.
ج_أن يعتمد مبدأ المصادفة وحدها ،لكي يحل المشكلة التي وقعت فيها شخصيات القصة ، ولكن لا يكون ذلك بكثرة ،أما القليل من المصادفة فهو أمر لا مانع منه في حل العقدة القصصية ،بحيث تبدو المصادفة طبيعية ،تسوغها الأحداث القصصية.

٥_النهاية :
وهي آخر شىء في القصة ،وقد تتضمن عنصر الحل السابق ذكره ،وقد تأتي بعده لتصور أثر ذلك الحل على شخصيات القصة ،وكما يجب على الروائي أن يجيد بداية القصة ،فعليه أيضا أن يحسن صياغة نهايتها ،فعليه أن يبحث مثلا :عن عنصر الإثارة فيضمن نهايته نوعا من المفاجأة ،يجعل القارىء معجبا بها ،متأثرا بصياغتها ،ومن المعروف أن الكتاب البارعين يعتنون كثيرا بصياغة الكلمات الأخيرة في القصة ؛لأنها أخر لقاء بينهم وبين قرائهم ،وقد تكون الكلمات الأخيرة ذات صدى في سمع القارىء لا ينساه.