|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريق الايمان
إِنَّ اللهَ الذِي خَلَقَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَهُوَ أَعلَمُ بما يُصلِحُ شُؤُونَهُم وَتَستَقِيمُ به أَحوَالُهُم قَد أَمَرَهُم وَأَوصَاهُم وَحَذَّرَهُم وَنَهَاهُم، أَوصَاهُم بِوَصَايَا جَامِعَةٍ وَأَمَرَهُم بِأَوَامِرَ نَافِعَةٍ، لَوِ امتَثَلُوهَا وَاتَّبَعُوهَا لَنَالُوا خَيرَيِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَحَذَّرَهُم مِن سَبَبِ كُلِّ بَلاءٍ، وَنَهَاهُم عَن مَنشَأِ كُلِّ دَاءٍ، ممَّا لَوِ اجتَنَبُوهُ وَتَجَافَوا عَنهُ وَهَجَرُوهُ لَسَعِدُوا في دُنيَاهُم وَفَازُوا في أُخرَاهُم، قَالَ سُبحَانَهُ:( وَللهِ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأَرضِ وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِن تَكفُرُوا فَإِنَّ للهِ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأَرضِ وَكَانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ).( سورة النساء الآيه : 131 )مَا في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ مِن خَيرٍ وَلا صَلاحٍ وَلا مَتَاعٍ حَسَنٍ وَلا أَمنٍ ولا سَعَةٍ إِلاَّ وَطَرِيقُهَا التَّقوَى وَالإِيمَانُ وَسَبِيلُهَا الطَّاعَةُ وَالعَمَلُ الصَّالحُ، وَمَا فِيهِمَا مِن شَرٍّ وَلا فَسَادٍ وَلا بَلاءٍ وَلا فِتنَةٍ وَلا خَوفٍ ولا ضِيقٍ إِلاَّ وَسَبَبُهَا الكُفرُ فَمَا دُونَهُ مِنَ المَعَاصِي وَالذُّنُوبِ، وَمَا أَنعَمَ اللهُ عَلَى قَومٍ نِعمَةً فَنَزَعَهَا مِنهُم وَغَيَّرَهَا عَلَيهِم إِلاَّ بِكُفرِهِم نِعمَةَ رَبِّهِم وَجُحُودِهِم فَضلَهُ وَفُسُوقِهِم عَن أَمرِهِ وَتَكذِيبِهِم رُسُلَهُ وَنَقضِهِم العَهدَ مَعَهُ وَتَغيِيرِهِم مَا بِأَنفُسِهِم، وَمَا عَادَ إِلَيهِم مَا نُزِعَ عَنهُم إِلاَّ بِتَوبَةٍ صَادِقَةٍ وَرُجُوعٍ حَقِيقِيٍّ، قَالَ تَعَالى:( وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ) ( سورة الاعراف الآيه 96 ) وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَهَا عَلَى قَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( سورة الأنفال الآيه 53 )وَقَالَ تَعَالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ ) ( سور ةالشورى الآيه 30 ) وَقَالَ سُبحَانَهُ:( وَإِذَا أَرَدنَا أَن نُّهلِكَ قَريَةً أَمَرنَا مُترَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرنَاهَا تَدمِيرًا ) ( سورة الآسراء الآيه 16 ) وَقَالَ تَعَالى: (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَريَةً كَانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتِيهَا رِزقُهَا رَغَدًا مِن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوفِ بما كَانُوا يَصنَعُونَ ) ( سورة النحل الآيه 112 ) وَقَالَ سُبحَانَهُ:( وَأَنِ استَغفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ يُمَتِّعْكُم مَتَاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذِي فَضلٍ فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيكُم عَذَابَ يَومٍ كَبِيرٍ ) ( سورة هود الآيه 3 ) وَقَالَ جَلَّ وَعَلا عَن يُونُسَ عَلَيهِ السَّلامُ:( فَالتَقَمَهُ الحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ . فَلَولا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ في بَطنِهِ إِلى يَومِ يُبعَثُونَ ) ( سورة الصافات الآيات 142_ 143 _ 144)وَقَالَ تَعَالى عَن قَومِهِ:( فَلَولاَ كَانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَومَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفنَا عَنهُم عَذَابَ الخِزيِ في الحَيَاةَ الدُّنيَا وَمَتَّعنَاهُم إِلى حِينٍ ) ( سورة يونس الآيه 98 ) أَيُّهَا الأخوه، إِنَّ مَا يُرَى في العَالمِ اليَومَ مِن غَلاءٍ فَاحِشٍ في أَسعَارِ المَوَادِّ الأَسَاسِيَّةِ وَالضَّرُورِيَّاتِ وَارتِفَاعٍ كَبِيرٍ في قِيَمِ السِّلَعِ وَالحَاجَاتِ وَانخِفَاضٍ في القِيمَةِ الشِّرَائِيَّةِ لِلعُملاتِ وَانحِبَاسٍ لِلأَمطَارِ وَقِلَّةٍ في البَرَكَاتِ فَضلاً عَن تَسَلُّطِ الأَعدَاءِ وَضَعفِ كَلِمَةِ المُسلِمِينَ، إِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لأَثَرٌ مِن آثَارِ ابتِعَادِ العِبَادِ عَن رَبِّهِم وَكُفرِهِم بِنِعَمِهِ وَغَفلَتِهِم عَمَّا خُلِقُوا لَهُ مِن عِبَادَتِهِ وَطَاعَتِهِ وَانشِغَالِهِم بما كُفُوا مَؤُونَتَهُ مِن طَلَبِ مَا زَادَ عَنِ الكَفَافِ وَعِمَارَتِهِم الدُّنيَا عِمَارَةَ مَن يَخلُدُ فِيهَا وَيَبقَى وَتَهَاوُنِهِم بِالآخِرَة تَهَاوُنَ مَن هُوَ بها مُكَذِّبٌ غَيرُ مُوقِنٍ، وَلَو يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بما كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُم إِلى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُم فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا. وَإِنَّهُ وَاللهِ لا مُخَلِّصَ لِلعِبَادِ ممَّا هُم فِيهِ وَلا مُنجِيَ لهم ممَّا أَصَابَهُم إِلاَّ التَّوبَةُ الصَّادِقَةُ إِلى اللهِ وَالرُّجُوعُ الحَقِيقِيُّ إِلى حِمَاهُ وَالتَّخَلُّصُ مِن أَسبَابِ الغَضَبِ وَمُوجِبَاتِ العَذَابِ وَالعَمَلُ بما يَجلِبُ الرَّحمَةَ وَتُستَنزَلُ بِهِ البَرَكَةُ، وَإِنَّ مِن رَحمَةِ اللهِ بِعِبَادِهِ المُؤمِنِينَ وَلُطفِهِ بهم وَإِرَادَتِهِ الخَيرَ لهم أَنْ يَبتَلِيَهُم بِأَنوَاعِ المَصَائِبِ وَالابتِلاءَاتِ؛ مِن تَأَخُّرِ الغَيثِ وَفَسَادِ الثَّمَرَاتِ وَغَلاءِ الأَسعَارِ وَنَزعِ البَرَكَاتِ وَظُهُورِ الأَمرَاضِ وَالأَوبِئَةِ وَالآفاتِ وَتَسَلُّطِ الظَّلَمَةِ وَالمُنَغِّصَاتِ، كُلُّ ذَلِكَ تَذكِيرًا لهم وَتَنبِيهًا؛ لِئَلاَّ يَتَمَادَوا في عِصيَانِهِم وَيستَرسِلُوا في غَيِّهِم، وَإِلاَّ فَلَو شَاءَ سُبحَانَهُ لَمَدَّ لهم وَأَمهَلَهُم وَوَسَّعَ عَلَيهِم، لِيَتَمَادَوا في طُغيَانِهِم وَيَلَجُّوا في عِصيَانِهِم، ظَنًّا مِنهُم أَنَّ ذَلِكَ عَن رِضًا مِنهُ عَنهُم، حَتى إِذَا فَرِحُوا أَخَذَهُم عَلَى غِرَّةٍ وَأَهلَكَهُم عَلَى حِينِ غَفلَةٍ، كَمَا فَعَلَ سُبحَانَهُ بِمَن لم يَتَذَكَّرْ مِنَ الأُمَمِ السَّابِقَةِ، وَالتي أَخبَرَنَا سُبحَانَهُ عَن أَحوَالِهِم في كِتَابِهِ لِنَعتَبِرَ وَنَتَّعِظَ . والله نسأل ان يهدينا الى طريق الايمان . الحمد لله رب العالمين ,,,,,,
|
9/9/2016, 11:24 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: طريق الايمان
كل الشكر لك على ماتقدم
|
|||
11/9/2016, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: طريق الايمان
جزاك الله خيرا
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~