الجريمة*.. ‬والحذاء*!!

[احمد عبدالله سلطان]

الجريمة*.. ‬والحذاء*!!


المرونة * ‬الفائقة التي ابداها الرئيس الامريكي بوش في* ‬تفادي الحذاء* ‬العراقي،* ‬و»الهجص*« ‬الكثير الذي* ‬قاله بعد الواقعة حول الحرية والديمقراطية التي حلت علي العراق والعالم علي يديه الكريمتين*.. ‬لم تمنعني من التوقف عند امر اخر في رد فعله علي ما حدث،* ‬لعله يفسر بعض مأساته ومأساة العالم بوجوده علي رأس الولايات المتحدة الامريكية*. ‬فالرجل بعد كل ما حدث له وقف يتحدث موضحا انه يعرف امثال الصحفي العراقي وكيف يتصرفون علي هذا النحو لمجرد لفت النظر اليهم*!! ‬لم يشعر الرجل بالاهانة ولم يفهم معني ما حدث،* ‬وبالطبع فان له بعض العذر في اختلاف الثقافات فإلقاء الحذاء في امريكا قد لا يحمل نفس معاني الاحتقار التي يحملها عندنا،* ‬ولكن الامر هنا يطرح تساؤلا مهما حول رئيس يخوض حربا منذ سنوات دمر فيها بلدا كاملا وقتل ما يقرب من المليون من شعب لم يحاول حتي فهمه أو الاقتراب منه،* ‬أو ربما حاول ولم تسعفه قدراته العقلية المتواضعة،* ‬خاصة اذا كان يعتقد انه في* »‬حرب مقدسة*« ‬وانه يخوضها بامر مباشر من الله عز وجل كما اوحي الينا من قبل*!‬
قارن ذلك بالرئيس الامريكي الذي سبقه*.. ‬والذي يعرف المتابعون لمسيرته انه دخل البيت الابيض وهو لا يعرف شيئا عن مشكلة الشرق الاوسط علي سبيل المثال،* ‬ولكن كلينتون خرج من موقعه الرئاسي* ‬وهو يعرف تفاصيل التفاصيل عن القضية ويناقش عن دراية كاملة بكل ابعادها*.. ‬انه الفرق بين رئيس قادر علي التعلم راغب في المعرفة،* ‬ولرئيس معتز بجهله وقدراته المتواضعة التي كانت جواز مروره إلي البيت الابيض ليكون ستارا يحمي اليمين الصهيوني وهو يسطو علي القرار الامريكي ويقود الدولة الاعظم إلي الهاوية*.‬
في امريكا تجري محاصرة الواقعة اعلاميا حرصا علي مقام الرئاسة الامريكية وقد لا يأخذها المواطن العادي بالجدية التي نأخذها بها،* ‬ولكن صناع السياسة هناك يعرفون المعني والدلالات ويرصدون ردود الفعل التي اجتاحت الشارع العربي سعيدة بالاهانة التي يتسحقها الرئيس الامريكي الذي ارتكب كل ما يمكن من اخطاء وخطايا في حق الشعب العراقي وفي حق العرب والمسلمين،* ‬بل وفي حق الشعب الامريكي نفسه بعد ان قاده بالخديعة والكذب إلي حرب* ‬غير مبررة ودمر فيها العراق وقتل مئات الألوف من ابنائه وفقدت فيها امريكا ايضا الآلاف من ابنائها وافلست خزائنها*. ‬ثم قادها بعد ذلك إلي الخراب الاقتصادي العظيم*.‬
بغض النظر عن استخدام الحذاء،* ‬فان رأي الشعب الامريكي نفسه في رئيسه الذي سيترك منصبه بعد شهر واحد لا يسر عدوا أو حبيبا،* ‬فهو الأسوأ بين الرؤساء الامريكيين منذ قامت الدولة الامريكية وهو اكثرهم جلا واشدهم خداعا لشعبه وللعالم،* ‬لكن الامر بالنسبة لنا يتعدي ذلك بكثير*.‬
ضربة الحذاء العراقي ومشاعر الشعب العربي كله حيالها،* ‬هي التقييم الحقيقي للسياسة الاميركية تجاه المنطقة في عهد الرئيس بوش*. ‬بعيدا عن احاديث الغرف المغلقة بين السياسيين والحكام،* ‬وبعيدا عن حملات الدعاية التي حاولت بلا جدوي علي مدي سنوات تجميل وجه السياسة الامريكية،* ‬وبعيدا عن خلط الاوراق والتلاعب بقضايا الاصلاح والديمقراطية*.. ‬نحن امام ثماني سنوات مع ادارة امريكية وضعت مفاتيح سياستها في المنطقة في يد اسرائيل،* ‬وكانت حصيلتها تدمير بلد عربي بحجم العراق ووضع القضية الفلسطينية علي طريق التصفية،* ‬وعداء لا حدود له لكل ما هو عربي،* ‬والعمل الدءوب وفق ما اعلنته الادارة الامريكية* ‬غداة* ‬غزو العراق من انها ستعيد رسم خريطة المنطقة وفقا للمصالح الامريكية* »‬والاسرائيلية بالطبع*!!«.. ‬وضربة الحذاء العراقي ومشاعر الشعب العربي حيالها هي الرد الطبيعي علي هذا الحصاد المر الذي اصاب المنطقة في ظل ادارة بوش،* ‬لكن هذا يستلزم بعض الملاحظات*:‬
*< ‬اولي الملاحظات ان مشاعر العداء العربية ليست موجهة ضد الشعب الامريكي الذي ابتلي بهذه العصابة التي استولت علي البيت الابيض في عهد بوش،* ‬بل لهذه العصابة نفسها التي وضعت مصلحة اسرائيل فوق مصلحة امريكا،* ‬والتي ظنت انها قادرة بغطرسة القوة ان تقيم الامبراطورية الاعظم في التاريخ فكانت النتيجة مأساة كاملة دفعنا نحن ثمنها بالدم،* ‬ويدفع العالم كله ثمنها بالازمة الطاحنة،* ‬وتدفع امريكا ثمنها انهيارا ماليا وهزيمة عسكرية وسياسية وافلاسا اخلاقيا*.‬
*< ‬ان واقعة الحذاء العراقي ورد فعل الشارع العربي تكشف علي الجانب الاخر عن الاحساس بالعجز العربي في ظل نظام عربي سمح بتدمير العراق ويكاد ينهي قضية فلسطين وعجز عن بناء القوة التي توفر الحماية للوطن العربي ووقف يتفرج علي ضياع الصومال وتقسيم السودان،* ‬وترك الشارع العربي* ‬ينتظر حذاء يطير في الهواء تجاه الرئيس الامريكي بعد ان عز الرد المناسب علي الغطرسة الامريكية والعربدة الاسرائيلية*.‬
*< ‬ان واقعة الحذاء وردود فعل الشارع العربي لا ينبغي ان تكون نهاية المطاف في الحساب علي جرائم الرئيس بوش وادارته في حق الشعب العراقي*. ‬لقد اعترف بوش قبل اسابيع بجزء من جريمته وابدي* »‬أسفه*« ‬علي تقارير المخابرات الامريكية الخاطئة أو المغلوطة عن امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وكأن هذا* »‬الاسف*« ‬يكفي لغسل يديه من دماء ما يقرب من مليون عراقي ومن مسئولية تخريب دولة بحجم العراق*! ‬وقبل ايام حمل مجلس الشيوخ الامريكي وزير الدفاع الامريكي السابق رامسفيلد مسئولية ما حدث في سجن ابوغريب*.. ‬وباقي العصابة برئاسة نائب الرئيس تشيني ثابت تورطها في جريمة* ‬غزو العراق وتدميره وهم يعرفون انه لا يملك اسلحة دمار شامل،* ‬وهم ايضا متأكدون من عدم وجود اي صلة بين النظام العراقي السابق وبين* »‬القاعدة*« ‬وغيرها من المنظمات الارهابية*.‬
هؤلاء جميعا مجرمو حرب ينبغي ان يحاكموا امام محاكم دولية*. ‬واذا كان من المتعذر علينا وعلي العالم تقديمهم لمثل هذه المحاكمة اليوم فإن ذلك لا ينبغي ان يجعلنا نكتفي بحذاء منتظر الزيدي ثم نغلق الملف*. ‬بل علينا ان نطاردهم الي اخر مدي وإلي اخر الزمن*.. ‬جرائم النازية لم تسقط بالتقادم وجرائم بوش وعصابته لا ينبغي ايضا ان تسقط*. ‬واذا كنا نطالب اليوم بمحاكمة عادلة لمنتظر الزيدي،* ‬فان الاهم ان نصر علي محاكمة* »‬عادلة*« ‬ايضا لمجرمي الحرب من عصابة بوش وتشيني*.. ‬فالاحذية وحدها لا تكفي عقابا لمجرمي حرب حقيقيين قد يفرون بجريمتهم اليوم،* ‬ولكن علينا ان نلاحقهم إلي اخر الزمان*!!‬
آخر كلام
*<< ‬لو كان حارس مرمي النادي الاهلي* ‬امير عبدالحميد يملك نفس المهارة والمرونة التي تفادي بهما الرئيس الامريكي بوش حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي لما انهزم الاهلي في اليابان بالاربعة*!!‬
*<< ‬الذين يتحدثون عن قواعد المهنة في واقعة قذف الرئيس بوش بالحذاء لا يقولون اي قواعد في الحكم والاخلاق أو القانون تسمح لمجرم حرب تسبب في تدمير وطن بحجم العراق وقتل مئات الألوف من ابنائه وتشريد خمسة ملايين بعيدا عن وطنهم بان يذهب إلي الوطن المنكوب ليحتفل ب* »‬انجازه*!« ‬الكبير ويتلقي التهاني علي* »‬النصر*« ‬الذي حققه و»الحرية*« ‬التي ارسي دعائمها علي جثث الضحايا،* ‬والاتفاق الذي فرضه علي العراق لتبقي قوات الاحتلال جاثمة علي صدر العراق لعشرات السنين؟*!‬
*<< ‬الرئيس المنتخب اوباما اعلن انه سيلقي خطابا في عاصمة اسلامية في بداية ولايته يشرح فيه سياسته نحو العرب والمسلمين*. ‬من المؤكد انه سيجد استقبالا يليق به وبالامل في تغيير حقيقي في السياسة الامريكية ينهي الصورة الكئيبة التي ورثها من سييء* ‬الذكر إلذي انهي مسيرته في المنطقة مضروبا بالحذاء*!!‬

[هشام زايد]

مشكووووووووووووووووور اخى
واقول مهما نال من عقاب الاحكام الظالمه
الا انه نال الاوسمه الشرفيه من كل مسلم
من كل عربى من كل عراقي
من دعائنا الله
اللهم افرج عنه كربه كم افرج عنا كربنا جميعا
ورد كرامتنا وعزتنا

[عصام احمد حسن 20]

مشكورررجدااااااا

[ahmedtop]

لاحوله ولاقوة الابالله