عندما* ‬يفقد الإعلام صوابه

[احمد عبدالله سلطان]

عندما* ‬يفقد الإعلام صوابه

لسنا وحدنا الذين نحمل إعلامنا المقروء،* ‬والمسموع،* ‬والمرئي مسئولية بعض مصائبنا ومعظم مشاكلنا*.. ‬بالحق مرة،* ‬وبالباطل ألف مرة ومرة*. ‬
هناك آخرون* ‬يسيرون علي هدانا في هذا الأمر*. ‬فهم* ‬ينتقدون* ‬ مثلنا إعلامهم،* ‬ويحملونه مسئولية* »‬دلق البنزين علي النار*« ‬المشتعلة،* ‬حاليا،* ‬في الدولتين الجارتين واللدودتين*!‬
لسنا نتحدث هنا عن*: ‬سوريا ولبنان،* ‬ولا عن السلطة الفلسطينية في رام الله وسلطة الحمساويين في* ‬غزة وإنما الحديث عن بلدين عظميين متلاصقين* .. ‬والتنافس الشديد بينهما علي*: »‬أيهما الأكثر امتلاكا للأسلحة النووية؟*!«.‬
الصحفي الباكستاني*: »‬إمتياز علام*« ‬أدلي بحديث صحفي إلي مجلة فرنسية مخصصة في الشئون السياسية الدولية * ‬Courrier International* ‬ أعلن فيه أنه أصيب بصدمة هائلة من التغطية الإعلامية لإنفجارات* »‬مومباي*« ‬خلال الأيام الأخيرة الماضية*. ‬وأوضح الصحفي الباكستاني أنه لا* ‬يقصد إعلام بلده وحده،* ‬وإنما* ‬يضيف إليه الإعلام الهندي أيضا*.. ‬ويحمله ذات المسئولية وحجمها*!‬
الاعترافات الذاتية بلسان إعلامي باكستاني شهير في بلده تحظي بمصداقية النقد المحايد،* ‬والمطلوب*. ‬فعندما* ‬يقول* »‬إمتياز علام*« ‬إن الميديا الهندية استبقت نتائج التحقيق في التفجيرات وبادرت بتحميل باكستان المسئولية عنها،* ‬فإنه أي الصحفي الباكستاني انتقد في الوقت نفسه الإعلام الباكستاني ووصف تغطيته للحدث بأنها جاءت أكثر فجاجة من التغطية الهندية،* ‬لأنه أي الإعلام الباكستاني لم* ‬يتورع عن إتهام الهنود بأنهم هم الذين خططوا،* ‬وموٌلوا،* ‬ونفٌذوا،* ‬وفجروا مدينتهم * »‬مومباي*« ‬ ثم اتهموا الباكستانيين بارتكابها*!‬
وأكد الصحفي الباكستاني إن هذه التغطية* ‬غير الإعلامية،* ‬وغير المسئولة من جانب الهند وباكستان زادت من توتر العلاقات بين البلدين،* ‬من جهة،* ‬وتهدد،* ‬من جهة أخري،* ‬بتهيئة الظروف لاشتعال حرب جديدة بين الشعبين اللذين كانا شعبا* ‬واحدا* ‬قبل استقلال الهند*!‬
وعندما سجئل الصحفي الباكستاني* »‬إمتياز علام*« ‬عما إذا كان في استطاعة الإعلام أن* ‬يشعل الحروب،* ‬أو* ‬يمنع نشوبها؟ أجاب قائلا*: »‬إنه أي الإعلام الفج قادر علي إحداث فوضي وبلبلة وقلق بين الرأي العام في البلدين*. ‬وأنا شخصيا* ‬لم أشعر بالخوف والذعر طوال حياتي كما أشعر به في هذه الأيام*! ‬وكيف لا نخاف ونحن نتابع إصرار الإعلام هنا وهناك علي تصعيد التوتر في العلاقات بين الهند وباكستان،* ‬من جهة،* ‬وزيادة الضغوط* ‬،* ‬من جهة أخري،* ‬علي الحكومتين بهدف إجبارهما علي اتخاذ مواقف وقرارات أكثر تشددا،* ‬واندفاعا،* ‬وتهورا؟*!«.‬
ولم* ‬يبالغ* ‬الصحفي الباكستاني في خطورة الإعلام المضلل بدليل أن استطلاعات الرأي في إسلام أباد ونيودلهي أكدت أن لغة الدبلوماسية لا* ‬يريد أحد سماعها الآن*. ‬فمع الانفجارات والاتهامات المتبادلة والتصريحات العنترية والتهديدية*.. ‬لم* ‬يعد مسموحا* ‬لأي صوت* ‬يعلو علي صوت المعركة القادمة*!‬
اختفت عبارات التهدئة وحلت مكانها عبارات مثل*: »‬البتر هو الحل*«‬،* ‬و»حرب وقائية قاصمة*«‬،* ‬والأخطر من ذلك أن الإعلام الباكستاني أخذ* ‬يمهد للحرب المحظورة والرادعة،* ‬ولا* ‬يستبعد استخدام الأسلحة النووية المتبادلة*! ‬فالتنافس بين القنوات التليفزيونية شجع بعضها علي استضافة علماء في البرامج ليجيبوا عن أسئلة تحريضية مثل*:» ‬هل الترسانة النووية الباكستانية قادرة علي تدمير المدن الهندية الكبري؟*!« ‬و* »‬ماذا ستفعل باكستان إذا تعرضت لضربة نووية من الهند؟*!«‬
لم* ‬يكتف الزميل الباكستاني بالهجوم علي الإعلام في الهند وباكستان،* ‬وتحميله مسئولية دفعهما إلي ساحة الحرب،* ‬وإنما عاد لينصح بإعادة الصواب إلي الإعلام المجنون وهو ما* ‬يتطلب الدعوة لعقد اجتماع ثنائي* ‬يحضره الصحفيون وقياداتهم من الهنود والباكستانيين لتقييم الأخطاء الذاتية في التغطية الإعلامية الحالية* .. ‬لعل وعسي* ‬يمكن منع تكرارها*.

[tiger2000]

كلام سليم ياغالي

بارك الله فيك

[هشام زايد]

مشكوووووووووووووووووووووووووور

[عصام احمد حسن 20]

مشكوووووووووووووووووووووووووو