|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إعلام هذا الرجل!
إذا كنت دخلت لقراءة الموضوع لفك الغموض المحيط بـ"هذا الرجل"، فأنا آسف.. عليك واحد!
لكن في الحقيقة عليك ألا تلوم أحد إلا نفسك، فأنت من طلبت هذا النوع من الإعلام وهذه النوعية من العناوين الرخيصة التي لا تهدف إلا للحصول على ضغطة من إصبعك على الرابط من أجل دائرة "الترافيك" الوهمية. وللأسف انتشرت تلك الظاهرة بشكل فج للغاية على يد "نقاشين الصحافة"، الذين فشلوا في العثور على عمل فاقتحموا عالم الصحافة والإعلام وكأنهم عمال باليومية، وتضررت المهنة بشكل بالغ ومعها تضرر الكل. وهذا الأمر لا ينطبق فقط على المواقع الإلكترونية أو حتى الصحف الورقية، بل على البرامج في القنوات الفضائية ربما بشكل أكبر نظرا للتأثير الهائل للوسيلة الأخيرة على أكبر عدد من المتلقين للمعلومات. فتجد إعلاميين (بالاسم فقط) لا يفرقون بين الخبر الصادق والخبر المفبرك، ولا يشعرون بمسؤولية كل كلمة ينطقون به وإلى أي مدى يمكن أن يكون لها تأثير سواء سلبي أو إيجابي، بل يتعاملون مع القضايا المصيرية بتهاون واستهتار شديدين. خذ عندك مثلا التصريحات الأخيرة للنجم والإعلامي وعضو اتحاد الكرة السابق مجدي عبد الغني بخصوص تقرير لجنة تقصي الحقائق حول كارثة بورسعيد والذي حمل الإعلام واتحاد الكرة والأمن المسؤولية الأعظم لوقوع الكارثة التي راح ضحيتها العشرات من المصريين. فقال عبد الغني: "عندما يتحدث أعضاء مجلس الشعب في السياسة فعلينا أن نسمع لهم، لكن لا يمكن أن يتحدثوا في الرياضة لأنهم ببساطة لا يفهمون فيها". تمام يا كابتن مجدي.. لا فوض فوك! لكن لماذا إذا على الجانب الآخر، تجد مقدمي البرامج الرياضية يتحدثون في "زخانيق" السياسة؟.. ويحللون الأوضاع السياسية كأي خبير استراتيجي على أي قناة أخرى (ليست مدحا في قدراتهم التحليلية!)، بل وحتى المعلقين الرياضيين فإنهم عادة ما يتركون مهمتهم الأساسية للتعليق على الأحداث السياسية وكأنها تقع أمامهم في الملعب. هؤلاء تلقوا دروسا قاسية خلال الآونة الأخيرة من خلال الجماهير التي تعرفهم بالاسم وتعرف أنهم "أس البلاء" في الرياضة، فرفعت ضدهم اللافتات في المدرجات، وهاجمتهم في عقر "برامجهم"، وسخرت منهم على صفحات الفيسبوك، ولكم أن تتخيلوا كم مرة تشاركت الناس فيديو "جيمي هود" الشهير على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. لكن إذا أردنا حقا إسقاط النظام الفاسد، فعلينا أن نعلم أن المشكلة ليست وحدها في تنظيف الإعلام، فالإعلام ليس إلا مرآة للمجتمع يعكس صورته، التي مهما بدت قبيحة وانتهازية، إلا أنها تعكس حقيقة ما يطلبه المستمعون. فللأسف الإعلام - الرياضي تحديدا - لم يعد رسالة كما كان في السابق بل تتحكم فيه الإعلانات، والإعلانات تأتي من معدلات المشاهدة، وبالطبع معدلات المشاهدة تصب عند "ما يطلبه المشاهدون". لذلك عزيزي القارئ، أنت المتحكم الرئيسي فيما تشاهد وتقرأ مهما بدا لك أن هذه القناة أو الصحيفة "تسخنها" أو هذا الموقع "يولعها"، واعلم أن كل هذا برضاك بل وبطلبك، فلا تنتظر أن تأتيك نجدة التغيير وأنت جالس مكانك تقلب بين القنوات المختلفة بحثا عن الخبر الساخن. الحل الوحيد.. تنظيف عقول المتلقين.. وعلى القارئ أن يعيد ترتيب أولوياته وأن يستطيع التفرقة بين الإعلام الهادف والإعلام "الهايف" ولا يسمح لأحد أن يستخف بعقله من أجل حفنة ضغطات على الروابط.. فلا مكان للرقص الشرقي على "إقرأ".. ولا صوت لشعبولا في دار الأوبرا! بقلم محمد سيف
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~