|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهمية الإصلاح ومكانته في الإسلام
أهمية الإصلاح ومكانته في الإسلام للصلاح والإصلاح أهمية كبرى في الإسلام ؛ لأن الصلاح هو الغاية المطلوبة من العباد في الاعتقاد والأقوال والأعمال؛ فبغير الصلاح لا يُقبَل أي عمل ولا تحصل أي قربى، ولا توضع البركة في الأموال والأنفس والثمرات. وهناك علاقة وطيدة بين الصلاح والإصلاح؛ لأن الصلاح خاص بإصلاح المرء نفسه؛ والإصلاح واجبه نحو إصلاح غيره . وإنه من خلال الدعوات والصيحات التي تنادي بالصلاح والإصلاح في هذا الزمان؛ آثرنا أن يكون الحديث في هذا اللقاء عن ذلك لنبين حقيقة الإصلاح الإيجابي؛ ونميزه عن غيره من الدعوات الهدامة التي تفسد في الأرض؛ والتي تلبس لباس الحرية والديمقراطية والعدالة وتنادي بالإصلاح ؛ وهي كلمات حق أريد بها باطل وهدم وفساد . { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}(البقرة)؛ والضابط الذي يميز بين المصلح حقيقة وبين مدَّعي الإصلاح بالباطل هو رب العالمين؛ فهو وحدَه من يحدد المصلِح والمفسِد. قال – جل وعلا -: { وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْـمُفْسِدَ مِنَ الْـمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 220]. وبيَّن جل وعلا الفارق العظيم بين أهل الإصلاح وأهل الفساد فقال: { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ص: 28]. ولقد حفل القرآن الكريم بصور عديدة لدعوات الرسل عليهم السلام إلى الصلاح والإصلاح؛ فقد ورد لفظ الصلاح بجميع مشتقاته في خمس وخمسين سورة، منها ست وثلاثون (36) سورة مكية، وتسع عشرة (19) سورة مدنية. في حوالي مائة وتسع وسبعين آية (179). منها مائة وخمس عشرة آية (115) مكية، وأربع وستون (64) آية مدنية. كما ورد لفظ الصلاح بمشتقاته في حوالي أربعة وتسعين وثلاثمائة (394) نص حديثي. وإذا كانت مهمّةُ الرُّسلِ والأنبياءِ الإبلاغَ والإنذارَ وإقامةَ الحجَّة على النَّاس، فهي لا تخرج عن كونها مهمَّةَ إصلاحٍ وتغييرِ ما حلَّ بالأَنْفُسِ والهِمم، والشُّعوب والأُمَمِ من فسادِ التَّصوُّر والاعتقاد، وانحرافِ العبادة والسُّلوك، وسوءِ التَّعامل والتَّدبير، فكل أمة كان يستشري فيها نوعا من أنواع الفساد؛ فقوم نوح استشرى فيهم فساد العقيدة والشرك؛ وقوم لوط اشتهروا بالفاحشة واللواط؛ وقوم شعيب بالفساد المالي والاقتصادي والتطفيف وبخس الحقوق؛ ………وهكذا بقية الأمم كما ورد في القرآن مما لا يتسع المقام لذكره وحصره؛ فجاءت الرسالات عن طريق الرسل والأنبياء لتصلح ما أفسدته الأمم والشعوب؛ قال تعالى على لسان شعيب-عليه السلام- في معرض قيامه بواجب النُّصح والتَّذكير لقومه: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[هود:88]، ولما اسْتَخْلَفَ نبيُّ الله موسى أخاه هارونَ ـ عليه السلام ـ في قومه أوصاه بقوله: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}[الأعراف:142]. والناظر إلى الشريعة الإسلامية الغراء يجد أنها قائمة على: جلب المصالح ودرء المفاسد ؛ وقد تكلمنا عن ذلك بالتفصيل سابقا في خطبة : ” ظاهرة الفساد وعلاجها في الإسلام ” ؛ مما يغني عن إعادته هنا مرة أخرى. عباد الله: إن من يطالع سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم يجد أن بعثته جاءت لتطهر المجتمع المكي مما عج به من فساد وأمراض اجتماعية فتاكة؛ وتغيير ذلك إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد من عقائد وعبادات وقيم وأخلاق. يصور ذلك سيدنا جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه- في كلمته التي ألقاها أمام النجاشي قائلاً: ” أَيّهَا الْمَلِكُ كُنّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ وَيَأْكُلُ الْقَوِيّ مِنّا الضّعِيفَ فَكُنّا عَلَى ذَلِكَ حَتّى بَعَثَ اللّهُ إلَيْنَا رَسُولًا مِنّا ، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إلَى اللّهِ لِنُوَحّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدّمَاءِ وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَأَمَرَنَا بِالصّلَاةِ وَالزّكَاةِ وَالصّيَامِ ؛ فَعَدّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ “(سيرة بن هشام) فالرسول صلى الله عليه وسلم حول العالم كله من فساد إلى صلاح وإصلاح في أقل من ربع قرن من الزمان؛ فكان صلى الله عليه وسلم مثالاً وقدوة للمصلحين ؛ وما أجمل قول المفكر الإنجليزي جورج برنارد شو عن حبيبنا محمد “صلي الله عليه وسلم”: “ما أحوج العالم إلى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة”. أيها المسلمون: طوبى لكم يا من تصلحون البلاد والعباد؛ فقد بشركم حبيبكم صلى الله عليه وسلم بالجنة وشجرها؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الإسلام بدأ غريبًا ، وسيعودُ غريبًا كما بدأَ ، فطُوبَى للغُرباءِ قيل : من هم يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الذينَ يصلحونَ إذا فسدَ الناسُ” ( السلسلة الصحيحة للألباني)؛ ومن هنا تأتي أهمية ومكانة الصلاح والإصلاح في الإسلام؛ ومدى حاجة المجتمع المعاصر إليه.
|
22/1/2016, 10:46 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
Banned
|
رد: أهمية الإصلاح ومكانته في الإسلام
بارك الله فيك اخى
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~