|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحج.. دروس وعبر
نعيش هذه الفترة أيامًا مباركةً، ممتلئةً بالرحمات والنفحات؛ إنها أيام فريضة الحج؛ حيث يتجه المسلمون من كل مكان على مختلف أجناسهم وألوانهم إلى بيت الله الحرام؛ لتأدية شعيرة من شعائر الإسلام، وهذه الشعيرة بها من الدروس والعبر ما يستحق التأمل والتدبُّر لأخذ العبرة والعظة؛ فهي ليست طقوسًا تؤدَّى بلا روح، إنما هي شعائر تُقام، حاضرة فيها الروح والقلب والجوارح، يُقيمها المسلم بكل جوارحه وروحه وقلبه.
فالإحرام لباس أبيض لا جيوبَ فيه، يشبه الكفن، وهذا اللباس به من الدلالات والعبر ما فيه؛ فهو أولاً يدل على تجرُّد المؤمن من الدنيا ومن كل الأسباب التي تشده إلى ترابيَّته، فيمضي حيًّا بكفن الأموات، وهو ثانيًا يرفع شعار المساواة؛ فالكل يلبس هذا اللباس، الغني والفقير، السيد والمسود، الرئيس والمرءوس، لا تستطيع أن تميز بينهم، فالكل أصبح سواءً كأسنان المشط، وهذه تربية عملية للمسلمين، وخاصةً الأغنياء وأصحاب الرتب والمناصب، تساوت الرؤوس كلها، وخضعت لله الواحد القهار، تحقَّق فيهم قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "كلكم لآدم وآدم من تراب"، فلا يتكبَّر أحد على أحد، ولا يتعالى أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد، وهذا درسٌ عظيمٌ نأخذه من لباس الإحرام، فيعود الحاج متواضعًا خافضًا جناح الذل من الرحمة لإخوانه المؤمنين. التلبية يمضي الحجيج إلى بيت الله الحرام، ملبِّين نداء الرحمن، ومردِّدين: "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك، لا شريك لك"، وفي هذه التلبية درسٌ عظيمٌ في إخلاص النية والوجهة لله عز وجل، فلم يخرج الحاجُّ لشيء من متاع الدنيا، وإنما خرج قاصدًا رضا مولاه، ملبيًا نداءه، وفي نفس الوقت يشكره على هذه النعمة، ويردُّ الحمد والنعمة إليه وحده، فهو الذي أنعم عليه بنعمة المال الحلال والصحة والعافية، فاستطاع الحج، وفي ختام التلبية "لا شريك لك".. دلالة على إخلاص العمل لله وحده. الطواف وبالطواف حول الكعبة يتحقَّق الاتصال بالملأ الأعلى، فتحاكي الروح ملائكة الله الحافِّين حول العرش، فيا لها من روعة!! ويا له من جلال!! ملائكة تطوف حول العرش، وعباد يطوفون حول البيت، والعرش فوق البيت، فيتحقَّق الاتصال، وتسمو الروح فوق الماديَّات، وتحلِّق في السماء، فتعلو وتعلو حتى تتحرَّر من جاذبية الشهوات الأرضية المادية، فيشعر الحاج بسعادة لا مثيلَ لها، فتبكي العين فرحًا، ويخشع القلب إجلالاً لله رب العالمين. السعي وأما السعي فيدلُّ على شدة إلحاح المؤمن في استمطار رحمة الله، فأثناء السعي يردد المؤمن الدعاء المأثور: "رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"، فيشعر الحاجّ بالضراعة الشديدة بين يدي الله عز وجل، ومدى حاجته إلى عفوِه ورحمتِه. كما أن السعي يذكِّرنا بسعي أمِّنا هاجر- عليها السلام- عندما ضاقت بها الحال ونفد الطعام والماء، فسعت سبعة أشواط، بعدها أدركتها رحمة الله، وانفجَر ماء زمزم تحت رِجْلَي إسماعيل عليه السلام، وهكذا؛ فرحمة الله لا تُدرَك إلا بالسعي إليه والتضرُّع بين يديه. الوقوف بعرفة أما الوقوف بعرفة، فبه من الدلالات والعِبَر ما به، فهو أولاً مؤتمر سنوي جامع للمسلمين جميعًا؛ مؤتمر يجمع المسلمين من أجناس الأرض على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، اجتمعوا في هذا المكان لهدفٍ واحدٍ ولربٍّ واحد، فهو موقف يدل على وحدةِ المسلمين جميعًا، مهما تباعدت الديار، واختلفت الألسُن والألوان، فالإسلام جمَّعَهم ووحَّدهم، فيا ليت المسلمين يخرجون من الحجِّ بهذا الدرس العظيم "درس الوحدة"، ويتحقق الاتحاد الفعلي بين المسلمين؛ حتى يستطيعوا أن يواجهوا قوى الشر التي تكالبت علينا. دلالة أخرى نأخذها من الوقوف بعرفة؛ أنه موقف يهزُّ النفس هزًّا؛ حيث يذكِّرها بيوم الحشر، قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّوْرِ فَإِذَا هُمْ مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُوْنَ﴾ (يس: 51)، ولهذا كان الموقف في عرفة لا يضارعه موقف، ولهذا اعتُبِرَ الوقوف بعرفة أهم ركن، فمن حجَّ ولم يقف بعرفة فحجُّه باطل؛ حيث قال- صلى الله عليه وسلم-: "الحج عرفة"، وقال: "إن من الذنوب ذنوبًا لا يكفِّرها إلا الوقوف بعرفة". رمي الجمار أما رميُ الجمار فهو تصميم من المؤمن على محاربة الشيطان وحزبه، وتأكيد العداوة التي بيننا وبين الشيطان كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ (فاطر: من الآية 6)، وعدم اتباع الهوى، والسير على منهج الله، وتوطيد العزم على المضيِّ في طريق الحق، لا يضرُّه من خالفَه حتى يأتي أمرُ الله، إنه العهد على إعلان العصيان الدائم للشيطان الرجيم، والطاعة التامة لله رب العالمين. |
3/12/2007, 01:42 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الحج.. دروس وعبر
للأمانة الموضوع منقول
نفعنا الله واياكم |
||||
24/7/2008, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب
|
رد: الحج.. دروس وعبر
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~